اسليدرالأدب و الأدباء

غفوة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : زينب سالم

في ليلة من الليالي القمرية التي اعشق فيها مشاهدة القمر الفضي يشع بنوره سماء الدنيا ايحيل ظلمتها إلى ستارة بنفسجية اللون رائعة المنظر
ما اجمل نسيم ليل الشتاء اشعر انه يطهرني من الكسل الذي يتربص بجسدي و عقلي ليقنعني لاعود تحت اغطية السرير بحثا عن الدفء

لكن أي دفء فأنا بالفعل قلبي ينتفض فرحا و اكتفيت بحرارة تنسيني أننا بشهر فبراير بجوه اللاسع للجلد و القارص للعظم
اشهر ببهجة اود ان اقوم بتشغيل جهاز تسجيل لاستمع الى بعض الموسيقى لكن لحظة ارتكن اصمت هل هذه موسيقى نعم موسيقى اسمعها تتردد داخل نفسي تتطرب لها اذني اين هي انا لم اقم بتشغيل جهاز التسجيل بعد هل هو الراديو لا الراديو مغلق نظرت للتليفزيون خلفي هو ايضا مطفأ ربما يكون احد الجيران

لكن اي جيران ان من تسكن فوقي تنام منذ اكثر من ثلاث ساعات بعد ان اعطيتها مهدئا بنفسي بعدما عرفت بخبر طلاقها
و التي تسكن تحتي تعيش اجمل ايامها بشرم الشيخ مع بناتها منذ اسبوع
بقيت انصت الموسيقى تدور هو صوت عزف بيانو و مقطوعة احبها دائما احب سماعها ( الجندول لعبد الوهاب)

فجأة وقفت و قد انتبهت ان الموسيقى بداخلي ، نعم بداخلي ابتسمت و من ثم اتسعت ابتسامتي و زادت اتساعها ثم فجأة ضحكت بقيت اضحك و تاكدت ان الموسيقى تتردد داخل نفسي و سالت نفسي هل هذا معقول تتولد بداخلي الموسيقى لأنني اشعر بكل هذه السعادة و لم لا ان في الغد سأراه

نعم سأراه للمرة الاولى ، إن لنا عدة شهور على صداقة بموقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك) تعرفنا تحدثنا حكينا تصارحنا بكل ألم و معاناة عشناها تبادلنا ارقام هواتفنا تحدثنا سمعت صوته الرجولي سمعت أنفاسه صوت ضحكاته عرفت متى يكون سعيدا و متى يكون جادا شاركته دموعي بعدها احسست انه كاد لمس خدي ليمسحها لي

فجأة اتفقنا نتقابل نعم سنتقابل سوف يأتي مسافرا لمحافظتي ليلقاني سيأتي خصيصا ليتعرف بي عادت الي لحظة الفرح من جديد روحت الف و ادور اشعر بسعادة كبيرة و ظللت ادور حول نفسي ضاحكة ثم توقفت فجأة

فوجئت بصورة منعكسة أمامي لوجه مازال به مسحة جمال يتألق بوميض ناري كانه تفاحة مشتعلة
لكن هناك شئ يحيط بهذا الوجه بعض شعيرات بيضاء بعض عروق بارزة بالعنق الجبهة بها خطوط متقاربة

اقتربت من الصورة المنعكسة لوجهي بمرآة الصالون الكبيرة و تحدثت مع نفسي
ما الذي تفعلينه ايتها المرأة هل نسيتي من انتي و ما عمرك هل نسيتي انكي انهيتي من شهرين عامك الخمسين
تعقلي أيتها السيدة هممت ان اعود لغرفتي متناسية موعدي معه اليوم بل قررت ان اعنذر لاهرب من مواجهته او مواجهة نفسي بمشاعر لم احسها من قبل نعم انا اشعر بعواطف تجتاح كل شريان بدمي تسير بمجراه تحمل سعادة لم اشعرها حتى و انا بالجامعة وقت شعوري باول حب

بل ان اوردتي تشتعل نارا غريزة واحدة هي ما تحييني حتى اليوم هي امنيتي بأن اعرف ما هو الحب الحقيقي كل ما مر بي تأكدت انه مجرد ( ميل او اعجاب او حتى تمني )

لكن الحب هذ الضيف الذي يغزو و يحتل بكامل ارادتنا كنت عائدة لحجرتي للإتصال به حتى اعتذر منه فجأة انتفضت بمكاني كان الرنين يدوي و انا اقرأ اسمه على شاشة الموبايل كاد الموبايل يقع من يدي من كثرة ارتباكي فتحت السماعة ليصلني صوته و هو يردد لم اعد اطيق الانتظار اود رؤيتك الآن قبل دقائق قادمة احسبني اطير من السعادة

ظل يصف احساسه و انا صامتة لحظتها ناداني حبيبتي
تكرر ندائه بأذني للحظات فجأة اجبته نعم
عاد ليسألني اين انتي قلت و قد بح صوتي انا هنافقال هل تحلمين مثلي كيف سنتقابل ارجوكي فكري بمكان ملؤه سعادة لو قدر لنا لوزعناها على كل من حولنا
لكني بقيت صامتة و سألته هل ما نفعله صحيحا

رد و قد تبدل عمق صوته بصوت به قلق و قال هل عدتي عن فكرة مقابلتنا
رددت عليه ما الذي نفعله بهذا العمر فرد قائلا نعيش قلت و هل كنا اموات قال ضاحكا نعم كنا اموات و اعيدت لي الحياة عندما عرفتك قلت و قد شعرت بوجهي ساخنا لا تبالغ ثم تبادلنا عدة كلمات عدت على قناعة انه رجل حياتي و لا بد ان نتقابل
عند مكان بالقرب مرسى قريب من المعادي اتفقنا باللقاء

تحدثنا تلفونيا و كنت قد وصفت له ملامحي و هو ايضا قد تخيلت ملامحه كان الدقائق تمر على حريق اعصابي ضربات قلبي تدق كطبل ضخم عقلي يطن كناقوس لا يتوقف
قدماي باردتان و يداي ايضا جسمي يتعرق ما كل هذا الإضطراب اشعر اني لست بخير حتى صوت السيارات يزيدني قلقا و تعصبا

فجأة شعرت ان هناك من يربت على قلبي هناك تظهر ملامح اكاد اعرفها وجه مربع شعر ابيض بسمة رائعة وجه يشرح ما بداخل هذا الرجل اشتياق راحة عاطفة واضحة
فجأة انتبهت ان صوت سراين السيارات اختفى صوت ضربات قلبي يعلو فوق صوت الضوضاء التي صمتت احتراما لهذا اللقاء الابدي

نعم هو كما وصف نفسه لم نتبادل صورنا حتى نعرف هل سنخاطب قلوبنا قبل عيوننا تلاقت اعيننا كدت ابكي فرحا هيا اقترب مني اريد لمس يديك تشمم عطرك
تعالى لالمس يديك انظر بعينيك نتكلم دون ان ننطق اسألك هل تعبت ترد ارتاح قلبي برؤيتك

وجدته يقترب اكثر شعرت بقدماي تتخاذلان لم اعد اعرف هل ستقدران على حملي حتى يصل الي
بقيت عدة خطوات ليصل الي سوف يسير ليصل الي متلهفا
لا ، ما الذي فعلته
جريت لتسرع و لا تتركني انتظر لحظات تريد ان تسبق الزمن و فعلا جاءني مادا يديه و هو يلهث مناديا

اخيرا وجدتك يا حبيبتي تلامس القطبان السالب و الموجب شعرت بصاعقة تجتاح قلبي ظللت صامتة للحظات هل انا مستيقظة ام ما زلت نائمة ام احلم و كأنه قرأ ما يدور بخلدي فجأة وجدت اصبعيه تقرصان خدي و هو يقول هل صدقتي الآن
ففتحت عيناي عن آخرهما لا اصدق فقال مبتسما اعتقد اني شعرت بكي لانني امر بنفس الشعور هل انا نائم ام مستيقظ
فابتسمت قائلة هل فعلا اتيت

هل انت حقيقة ام امنية غالية عشت عمرا انتظرها
ما الذي دهانا الم نصل لعمر نكون فيه متعقلان اكثر من هذا
فوضع يديه فوق شفتاي ليوقفهما
ارجوكي دعي كل شئ وراءك
أما عن العمر فقد اتفقنا على اننا لم نولد الا منذ تعارفنا اما ما قبل ذلك كنا في عالم مختلف بلا روح او جسد
اليوم اكتملت نشأتنا .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى